الحجالمبرور ليس له جزاء إلا الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد للهاللطيف الخبير، العلي الكبير، والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير،وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
فهنيئاًلكم حجاج بيت الله عزمكم وقصدكم.. هنيئاً لكم استجابتكم لأمر ربكم حين قال: (وأذنفي الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) "الحج:27".
أمـــــــاوالذي حج المحبون بيته *** ولبــــــوا له عند المهل وأحرموا
وقـد كشفواتلك الرؤوس تواضعاً *** لـــــعــزة من تعنو الوجوه وتسلم
يـــهــلونبالبطــــــحاء لبيك ربنا *** لك الــحمد والملك الذي أنت تعلم
دعــــاهمفلبوه رضـــــــا ومحـبة *** فلما دعـــــــوه كــــان أقرب منهم
وقد فارقواالأوطان والأهل رغبة *** ولــــــــــــم تثنهم لذاتهم والتنـــعم
الحج _أيهاالأحبة_ الركن العظيم والفرض الجليل.. إنه أعظم القربات، وأفضل الطاعات..
فعن أبيهريرة – رضي الله عنه- قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال
إيمان بالله ورسوله)، قيل :ثم ماذا؟ قال: (جهاد في سبيل الله)، قيل : ثم ماذا؟قال: (حج مبرور) "متفق عليه".
وهو موسمالخيرات، وفرصة عظيمة لمحو الخطايا والسيئات.
فعن ابنعباس – رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تابعوا بين الحجوالعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد) "رواه أحمدوالترمذي والنسائي".
وفيالصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حجهذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه).
وحين لامسالإسلام شغاف قلب عمرو بن العاص –رضي الله عنه- جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلمفقال: أبسط يمينك فلأبايعْك، فبسط رسول الله صلى الله عليه وسلم يمينه، فقبض عمرويده، وقال عليه الصلاة والسلام: (مالك يا عمرو)، قال : أردت أن أشترط، قال صلىالله عليه وسلم: (أتشترط بماذا)، قال: أن يغفر لي، فقال عليه الصلاة والسلام: (أماعلمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدمما كان قبله) "رواه مسلم".
وجاءت أمالمؤمنين عائشة – رضي الله عنها- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولالله،ألا نغزو ونجاهد معكم، فقال عليه الصلاة والسلام: (لكُنّ أحسن الجهاد وأجملهالحج، حج مبرور)، قالت: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليهوسلم) "رواه البخاري".
وهو طريقيسير لرضا الرحمن، والفوز بالجنان. فعن أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس لهجزاء إلا الجنة) "متفق عليه".
اللهأكبر.. جنة عرضها السماوات والأرض فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ينالها العبدبعد رحمة الله وتوفيقه متى ما وفق للبر في حجه.
أخي الحاج:
كأني بكوقد اشتاقت نفسك للمغفرة والرضوان.. وتاقت روحك لنعيم الجنان.. وكأني بك تتساءل عنالسبيل للوصول إلى هذا الفضل المذكور، وتهفو نفسك للحج المبرور.. فتعال- يرعاكالله- لنتذكر شيئاً من صفات الحج المبرور وشروطه.. فمن صفات الحج المبرور:
تحقيقالتوحيد